كان هناك محقق أرمل يعيش مع ابنه الصغير في إحدى المدن الكبرى، و كان ذا شهرة
واسعة لذكائه المذهل و خبرته الواسعة. حيث كان يكلف بأصعب القضايا و أكثرها غموضا ،
و كشف خدع عشرات المجرمين الخطرين.
في أحد الأيام عندما عاد مساءا إلى بيته لم يجد ابنه في انتظاره كما اعتاد، فقلق كثيرا
و ذهب إلى درسة ابنه ليبحث عنه لكنه لم يجده. سأل الجيران و أصدقاء ابنه لكنهم
أجابوه بأنهم لم يروه ذهب المحقق إلى مركز الشرطة ليطلب المساعدة منه،
لكن سرعان ما جاءه اتصال من شخص مجهول يخبره بأنه يعرف مكان ابنه و هو عند
طرف المدينة في أحد المباني المتداعية، شك المحقق في هذا، لخبرته الطويلة و أحس
بأنه فخ لاستدراجه، ومع ذلك قبل المخاطرة و ذهب إلى هناك.
ذهب المحقق إلى المبنى المقصود خفيتا مع رجال الشرطة، فحاصروه حتى لا يهرب أحد،
ثم اقتحموه فوجدوا به مجموعة من الرجال، عرفوا أنهم أفراد عصابة شهيرة فاعتقلوهم
جميعا. لكن المحقق اقترب من أحد أفراد العصابة ليسأله عن مكان ابنه، لكنه لم يجبه بل
ابتسم ابتسامة خبيثة و لزم الصمت مما جعل المحقق يستشيط غضبا.
لم يتوقف المحقق من تقصي المعلومات، بل بقي يتنقل من شخص إلى آخر لعله يجد شيئا.
أثناء ذلك استدعي إلى مكتب الشرطة حيث كلف بمهمة و هي إلقاء القبض على زعيم
العصابة التي في قبضتهم، فقد وردتهم معلومات تفيد أن زعيم العصابة قد هرب
و غادر المدينة.
فرح المحقق كثيرا حيث ظن أن ابنه مع زعيم العصابة فوافق على استلام هذه المهمة،
حيث رفض جميع المحققين و رجال الشرطة تولى هذه المهمة خوفا من زعيم العصابة،
كونه من أخطر المجرمين و أكثرهم دهاءا فتعقبه و القبض عليه مخاطرة كبيرة .
استعد المحقق للبدأ في مهمته، و هو يعلم أن المجرم قد هرب إلى جزيرة صغيرة.
ذهب المحقق إلى الجزيرة مدعيا أنه صياد سمك و أنه أتى إلى هناك بدافع العمل لا أكثر.
بعد قضائه بضعة أيام هناك، بدأ في التعارف مع الناس. في أحد الأيام أثناء حديثه مع بعض
الناس علم منهم أن رجلا قد أتى قبل المحقق بأقل من يومين، عرف المحقق أنه من يبحث
عنه بفضل المواصفات التي استقاها منهم. بعد مدة قصيرة عرف مكان سكنه و عمله
فبدأ مراقبته.
تسلل المحقق إلى منزل ذلك المجرم ليلا، وبعد بحث طويل اكتشف أن للبيت قبوا فدخله،
فوجد ابنه محتجزا هناك. سمع صوتا من الأعلى، لقد استقض المجرم من نومه، و لكون
المحقق قلقا و متوترا للغاية لم يتمكن من ضبط نفسه فأطلق عليه النار .
عاد المحقق و ابنه إلى منزلهما ليرجعا إلى أعمالهما اليومية و حياتهما العادية.
كتب
هذه الأقصوصة: الطفل ميمو
،
يوم الأربعاء 17 شعبان 1442
هـ
( 31/03/2021)
قصص أخرى في هذه المدونة: