كان الحطاب جالسا على صخرة عند شاطئ البحر ناظرا إلى الأمواج المتلاطمة، فجأة أحس بشخص ما يراقبه. التفت الحطاب من حوله و لكنه لم ير شيئا. تكررت هذه الحادثة عدة مرات، لقد كان دائما يشعر بأن أحد يطارده أثناء عبوره الغابة ليلا عائدا إلى بيته.
في أحد الأيام تملكه الرعب، فاستدار و بحث عن من يطارده إلا أنه لم يجد شيئا. و بمجرد وصوله لبيته أعلم أسرته أن عليهم الرحيل في اليوم التالي إلى بيت أحد أصدقائه الذي كان صياد سمك عند شاطئ صخري .
عندما أشرقت الشمس حملت أسرة الحطاب أمتعتها و ذهب الجميع إلى بيت الصياد ليقيموا هناك ريثما يعثرون على بيت أخر . أثناء إقامته في بيت صديقه ، جلس ذات مساء على حافة المرفأ ناظرا إلى غروب الشمس حتى سمع صوتا آتيا من خلفه فالتفت ليرى رجلا متوسط القامة يحمل سكينا يقترب منه ، حاول ذالك الرجل قتل الحطاب فتشاجر معه حتى سقط هذا الأخير في الماء ، ضن الرجل أن الحطاب قد مات و غادر المكان.
في حقيقة الأمر لم يسقط الحطاب في الماء ، لكنه تشبث بوتد مغروز بين صخور المرفأ الصغير ولم يصدر أي صوت فلم يره ذلك الرجل ، و بعد مغادرته صعد الحطاب و ذهب إلى البيت ، قلق كثيرا و خاف على أسرته و خشي أن يكتشف ذالك الرجل أنه ما زال على قيد الحياة و يأتي ليقتله ، فغادر تلك القرية مع أسرته إلى قرية جبلية بعيدة.
أثناء إقامته في القرية الجبلية رأى أثناء تجوله في سوقها الرجل الذي تقاتل معه قبل مدة في المرفأ، فهرب منه و لكن ذلك الرجل طارده و حاصره عند أحد الشوارع بنية قتله، فسأله الحطاب عن سبب ذلك فأجابه الرجل بأنه يريد أن يثأر لأخيه الذي تشاجر معه و قتله قبل مدة ثم حاول الرجل قتل الحطاب فأدرك أن الطريقة الوحيدة لكي ينجو بجلده هي أن يقتله فضربه بهراوته على أم رأسه و هرب كي لا يقبض عليه.
لكن، لم يطل الوقت حتى قبض على الحطاب فقد شهد بعضهم على فعلته و أبلغ الشرطة عنه . كانت عقوبة القتل حبسا مؤبدا و لم يكن للحطاب مفر من ذلك ، و لكنه أحس بالراحة لتخلصه من الخطر الذي كان يهدد أسرته .
بعد دخول الحطاب السجن حل ابنه الأكبر ذو السبعة عشر عاما محله، فقد كان يعمل جاهدا من أجل إعالة والدته و إخوته الصغار.
قضى الحطاب أيامه الأخيرة في السجن و قد كبر أبنائه و سلك كل واحد منهم طريقا مفترقين عن بعضهم البعض و بقيت والدتهم مع أكبرهم حتى فارقت الحياة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق