فِي
بِلادٍ بَعِيدَةٍ.
كَانَ هُنَاكَ صَيَّادُ
فَقِيرُ يَسْكُنُ فِي كُوخِ قُرْبِ
الْغَابَةِ .
كَانَ الصَّيَّادُ
يجْلَسُ فِي كُوخِهِ أَمَامَ النَّافِذَةِ
، يَنْظُرُ إِلَى الْمَطَرِ الْمُتَسَاقِطِ،
و هُوَ شَاحِپ الْوَجْهِ .
قَالَتْ لَهُ زَوْجَتُهُ
: يا
رَجُل !
نَحْنُ لَا نَمْلِكُ
شِيئَا نَأْكُلُهُ و الْأَوْلاد جِيَاعٌ
.
نَظَرُ الصَّيَّاد
إِلَى أَطْفَالِهِ ، ثمَّ وَقْف و وَضْع
قَوْسهُ عَلَى كَتِفِهِ و خرجَ مِنْ
الْكُوخِ و مَشَى إِلَى الْغَابَةِ .
عَنْدَمَا دَخْل
الصَّيَّاد إِلَى الْغَابَةِ صَارَ
يَمْشِي و هُوَ يَنْظُرَ بَيْنَ الْأَشْجَارِ
و الْأَعْشَاب .
حَتَّى رَأْي أَرْنَبَا
بَرِّيَّا يُقْفَزُ بَيْنَ الْأَعْشَابِ
، فَرَمَى عَلَيه سَهْمَا لَكِنَّه لَمْ
يُصِبْهُ .
بَدَأَ الْمَطَرُ
يتَسَاقَطُ فَذَهَب الصَّيَّاد إلى كَهْف
صَغِير و اِشْعَل نَارًا لِكَيْ يَتَدَفَّأ
.
![]() |
الصياد يتجه إلى الغابة |
جَلَسَ هُنَاكَ لِبَعْض
الْوَقْتِ يُفَكرُ فِي أَولاَدةٌ .
فَجْأَة رَأْى ذِئْبَا
يقْتَرَبُ مِنْه و أَنيَابَةُ بَارِزَة
، أَخَذَ الصَّيَّاد عُودَا مُشْتَعِلًا
و رَمَّاهُ عَلَى الذِّئْبِ فَهرِبَ
خَائِفًا.
عَنْدَمَا توقف
الْمَطَرُ ، وَقفُ الصَّيَّاد و سَارَ
إِلَى الْجَدْوَلِ الْقَرِيبِ و شرِبَ
قليلا من الْمَاءِ ثُمَّ قَفْزِ فَوْقَ
الْجَدْوَل و ذَهَبَ إِلَى الْجِهَةِ
الأخري .
بَيْنَما
كَانَ يَمْشِي رَأَى بَيْنَ الْأَشْجَارِ
غَزَالَة تَأْكُلُ الْعُشْبَ ، وضعَ
سَهْمَا فِي قَوْسِهِ و مَشَى بِبُطْءِ
نَحْوَ الْغَزَالَة و أطْلِقَ السَّهْمَ
عَلَيهَا فَأَصَابَهَا .
جَرَى الصَّيَّادُ
بِسُرْعَةِ إلِيهَا قَبْلَ أَنَّ تَهْرُبَ
و ذَبَحَهَا بِسِكِّينِهِ و حَمَلَهَا
عَلَى كَتِفِيهِ .
رَجَعَ الصَّيَّادُ
إِلَى كُوخِهِ و هُوَ يَحْمِل الْغَزَالَة
، فَدفعَ الْبَاب بِرجلِهِ و دَخَلَ إِلَى
الْكُوخِ .
فَرَح أَوْلاَدُهُ و
أمهم كَثِيرا عَنْدَمَا رأو الْغَزَالَة
السَّمِينَة .
عَلَّقَ الْأَبُ
الْغَزَالَةَ فِي رُكْنِ الْكُوخِ ، و
بَدَأَ يَسْلُخُهَا .
عَنْدَمَا اِنْتَهَى
سلم الْجلْدِ لِزَوْجَتِهِ لِكَيْ
تُمْلِحُهُ و تَصْنَعَ مِنْه حَصِيرَة
.
ثَمَّ نَزع الْأحْشَاء
، و طلب مِنْ زَوْجَتِهِ أَنَّ تَشوي
لهُمْ الْكَبِد .
غسلتِ الزَّوْجَة
الْأحْشَاءَ و شَوَتْ الْكَبِد .
جلست الْأُسْرَةَ
حَوْلَ الْمَائِدَةِ الْخَشَبِيَّةِ و
بداو الْأَكْلَ و هُمْ سعداءٌ ، بعدما
انتهُوا مِنْ الْأَكْلِ اسْتمعَ
الْأَطْفَالُ إِلَى حِكَايَاتِ أُمِّهمْ
حَتَّى غلبهُمْ النُّعَاسِ .
تنويه:
شكل النص باستعمال
برنامج مشكال على نظام لينكس.
كتبها
الطفل:
دريوس يوم الأربعاء
21
ربيع الثاني عام 1441هـ
الموافق ل 18
ديسمبر2019م.
نشر هذه القصة القصيرة في مدونة ميمو و مودي ( https://mimou-moudi.blogspot.com/ )
نشر هذه القصة القصيرة في مدونة ميمو و مودي ( https://mimou-moudi.blogspot.com/ )
يوم السبت، 19 ديسمبر 2019